حسن هرهار
في مشهد رياضي مفعم بالحماس، تأهل المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة إلى نهائي *كأس أمم إفريقيا للشباب* بعد انتصار مستحق على نظيره المصري، ليواصل كتابة فصول جديدة في تاريخ كرة القدم المغربية، التي أصبحت تفرض نفسها كقوة كروية في مختلف الفئات العمرية.
لم يكن الوصول إلى النهائي مجرد صدفة، بل كان نتيجة عمل جماعي متقن، استنادًا إلى رؤية تكتيكية واضحة ظهرت منذ بداية البطولة. في مواجهة المنتخب المصري، نجح الأشبال في السيطرة على اللقاء، حيث فرضوا أسلوبهم الهجومي، واستغلوا نقاط ضعف الخصم ليحققوا فوزًا مهمًا بفضل الهدف الذي سجله *يونس العبدلاوي* في الدقيقة *77* ، بعد تمريرة دقيقة من *إسماعيل عواد*. هذا الهدف لم يكن مجرد رقم في سجل المباراة، بل كان إعلانًا صريحًا عن قوة المنتخب المغربي، الذي أظهر نضجًا تكتيكيًا ورغبة قوية في تحقيق اللقب القاري.
تأهل المغرب إلى النهائي لم يكن مجرد إنجاز فردي للمنتخب الوطني، بل يعكس التطور الكبير الذي شهدته كرة القدم المغربية خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبح اللاعبون الشبان قادرين على المنافسة في أعلى المستويات، بفضل سياسة التكوين التي وضعتها الأندية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. هذه السياسة بدأت تؤتي ثمارها، وأصبح المغرب حاضرًا بقوة في مختلف البطولات الإفريقية والدولية، وهو ما يعزز الطموح في تحقيق المزيد من الألقاب في المستقبل.
على الرغم من الفرحة بهذا التأهل التاريخي، إلا أن المهمة لم تنتهِ بعد، فالمواجهة المقبلة أمام *منتخب جنوب إفريقيا* في النهائي ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة الأشبال على التألق في المباريات الحاسمة. المنتخب الجنوب إفريقي أظهر مستوى جيدًا في البطولة، واستطاع تجاوز عقبة نيجيريا في نصف النهائي، مما يجعله خصمًا قويًا يحتاج إلى إعداد جيد واستراتيجية محكمة للتعامل معه.
المباراة النهائية لن تكون مجرد لقاء اعتيادي، بل ستكون مناسبة لتأكيد تفوق الكرة المغربية، وإثبات أن هذا الجيل الجديد قادر على مواصلة المسيرة نحو المجد. فإذا تمكن الأشبال من تحقيق اللقب، سيكون ذلك خطوة إضافية نحو تعزيز مكانة المغرب كقوة كروية في القارة الإفريقية، خصوصًا أن النجاحات المتواصلة للمنتخب الأول في المحافل الدولية تعطي دفعة معنوية لكل الفئات العمرية.
يبقى السؤال المطروح الآن: هل سيكون المنتخب المغربي قادرًا على تجاوز العقبة الأخيرة والظفر بالكأس؟ الإجابة ستتحدد في *18 مايو* على ملعب القاهرة الدولي، لكن المؤشرات الحالية تؤكد أن الأشبال لديهم ما يكفي من المهارة والطموح لإهداء المغرب لقبًا جديدًا يضاف إلى سجل الإنجازات الرياضية الوطنية. مهما كانت النتيجة النهائية، فإن هذا المنتخب أثبت بالفعل أنه يمتلك مستقبلًا واعدًا، وأنه قادر على تقديم المزيد في السنوات القادمة، ليظل اسم "أسود الأطلس" مرادفًا للنجاح والتحدي في كرة القدم الإفريقية.